‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى. إظهار كافة الرسائل
السبت، 28 سبتمبر 2013

باب الريان هل يدخل منه من صام الواجب والمستحب؟

باب الريان هل يدخل منه من صام الواجب والمستحب؟

عبد العزيز بن باز

 

 

 

 

السؤال: ما روي في حديث بأن في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون، هل معنى ذلك، هل الصائمون يقصد بهم الذين يصومون شهر رمضان فقط، أم الذين يصومون السنن مثل الاثنين والخميس وأيام البيض؟ 
 
 
 
الإجابة: المراد بذلك الصائمون صوم الفريضة، الذين يحافظون على الصوم صوم الفريضة رمضان، وهكذا ما أوجبه الله عليه من صوم الكفارات، والنذور، هؤلاء لهم باب، باب الريان يدخلون معه، فإذا دخلوا أغلق، وإذا كان عندهم أعمال أخرى يدعون من أبواب كثيرة، لكن يدخلون من هذا الباب باب الصيام، والمؤمن الذي يقيم الصلاة يؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويتقي الله يدعى من الأبواب كلها، لكن هذا الباب ما يدخل معه إلا الصائمون الذين حافظوا على الصوم الواجب.ش

 

 

لماذا اختص الله الصوم من بين سائر العبادات؟

لماذا اختص الله الصوم من بين سائر العبادات؟

عبد العزيز بن باز

 

 

 

 

السؤال: لماذا اختص الله -عز وجل- الصوم من بين سائر العبادات بقوله "الصوم لي وأنا أجزي به"؟ 
الإجابة
استنبط بعض أهل العلم من هذا أنه سر بينه وبين الله، فاختصه الله بنفسه؛ لأنه شيء لا يعلمه إلا الله، لو أكل أو شرب، أو جامع ما درى عنه أحد من الناس إلا زوجته إذا جامعها، ولو أكل في محل خاص أو شرب لم يعلمه أحد إلا الله، فإذا ترك هذه الأشياء في السر والجهر مراقبة لله، وطاعة لله وتعظيماً له، فالله - سبحانه- يقدر له هذا التعظيم وهذه العناية ويدخر له فضل هذا العمل العظيم وجعله خاصاً به سبحانه "الصوم لي وأنا أجزي به"، جعل الله له فيها كرامة وزيادة في الأجر؛ لأنه سر بين الله وبين عبده -سبحانه وتعالى-.

 

 

 

 

التهنئة بعيد الكريسماس

التهنئة بعيد الكريسماس

محمد بن صالح العثيمين

 

 

 

 

 

 

السؤال: ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنئونا بها ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهـذه المناسبة ؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد ؟وإنما فعله إما مجامـلة أو حياء أو إحراجًا أو غير ذلك من الأسباب وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟
الإجابة: تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حــرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه ( أحكام أهـل الذمـة ) ، حيث قال : ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنيهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو : تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثمـاً عند الله ، وأشد مقتـاً من التهنئة بشرب الخمر وقتـل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم ، لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعـائر الكفر ، ورضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحـرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ، كما قال الله تعالى: { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } ( الزمر: 7 ) وقال تعـالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( سورة المائدة: 3 ) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك ، لانها ليست بأعياد لنا ، ولأنهـا أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنهـا إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم ، إلى جميع الخلق ، وقال فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( آل عمران : 85 ) .

وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في لك من مشاركتهم فيها وكذلك يحـرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهـذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم". قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهى كلامه - رحمه الله - .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة أو توددًا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

 

حكم بيْع الدخان في البقالة

حكم بيْع الدخان في البقالة

خالد عبد المنعم الرفاعي

 

 

 

 

السؤال: هل بيْع الدخان بالمحل - السوبر ماركت - حرام؟ مع أنَّني سمِعْت من بعْض المشايخ أنَّ الدخان لم يتمَّ تحريمُه لكن هو مكروه.
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد سبق بيان حُرْمة التدخين في الفتوى: "ما حكم التدخين؟؟"، فليُرْجع إليْها.

وعلى ذلك؛ فلا يَجوز الاتِّجار بالدُّخان، كما لا يَجوز تصنيعُه، ولا العمل في شيءٍ له صلةٌ به أصلاً؛ لأنَّ الوسائل لَها أحْكام المقاصد، وأنَّ ما يُوصَل به إلى الحرام يكون مثلَه، وقد نصَّ الفُقهاء على حُرْمة بيْع العِنب لِمن يتَّخذه خمرًا؛ لأنَّ في ذلك إعانةً له على مُنكره؛ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

وقد سُئِل الشَّيخ العُثيمين - رحِمه الله -: هل يوجد خلافٌ في حكْم التَّدخين أنَّه حرام أو مكروه؟

فقال: "الدخان أوَّل ما خرج اختلف فيه العُلماء، كسائر الأشْياء الجديدة، اختلفوا فيه على أقوالٍ متعدِّدة، لكن في الوقْت الحاضر تبيَّن للعُلماء من قواعد الشَّريعة: أنَّه حرام بلا إشْكال، ولا يقول قائل: إنَّه حرامٌ على مَن يضرُّه، حلالٌ لِمن لا يضرُّه؛ لأنَّ هذا قياس لا يُمكن ضبطُه، في بعض الأطعمة تحلُّ لشخص وتحرم على الآخر، لو قيل لرجُل مصاب بالدَّاء السكري: لا تأكُل التَّمر ولا الحلوى، صار التَّمر والحلْوى حرامًا عليه، لأنَّها تضره، ووجب عليْه اجتنابُها، وهي حلال للآخرين، فالدخان لا يقول قائل: إنَّنا نجد أناسًا يشربونه ولا يتضرَّرون به، نقول: نعم، قد يكون في أجسامِهم مناعة، ولكن على المدى الطَّويل سوف يتضرَّرون به، ولا عِبرة بالنَّادر، العبرة بالغالب، والغالب الآن باتِّفاق الأطبَّاء واتِّفاق الأمم التي يقولون إنَّها حضاريَّة: أنَّه مضرٌّ للفرد والمجتمع؛ ولهذا كان في أمريكا يَمنعون شرْب الدخان في المجامع، وفي الأسْواق، وفي الطائرات، حتَّى حدَّثني بعض إخوانِنا الذين يذهبون في الطَّائرات إلى أمريكا: أنَّهم إذا حاذَوا الأجواء إلى أمريكا - وأعني بذلك الولايات المتَّحدة - إذا حاذَوها أعلنوا منْع الدخان في الطَّائرة، فعلى هذا نقول: إنَّه حرام بلا إشْكال، والخلاف السابق إنَّما كان مبنيًّا على عدم ظهور أسباب التَّحريم، هذا بالنسبة لحُكمه، فلا يَجوز بيعه ولا شراؤُه، ولا تأْجير الدكاكين لِمن يبيعُه، ولا حمله ولا استيراده ولا شربه". اهـ.

وإذا كان الحكم كذلك، فلا شكَّ أنَّ المال المستفاد من التِّجارة في بيْع الدُّخان مالٌ خبيث، لا يحلُّ أكله ولا الانتِفاع به؛ لأنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: "إنَّ الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم ثمنه" (رواه أحمد وابن حبَّان).

أمَّا مَن قال بالكراهة، فكان ذلك قولاً قديمًا لبَعض أهلِ العلم السابقين، مع بدايات انتِشار الدخان، والذي يظهر أنَّ هذا القول أصْبح شاذًّا الآن في ظلِّ الحقائق والبحوث الطبِّيَّة الحديثة، التي تُثْبِت - بِما لا يدَع مجالاً للشَّكِّ - الضَّررَ المحقَّق للدُّخان،، والله أعلم.

 

 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

مكان الجن عند الصعود إلى السماء


مكان الجن عند الصعود إلى السماء

ناصر بن سليمان العمر









السؤال:
قال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن:33] أين يكون الجن عندما يصعد إلى السماء؟ وما هو تفسير هذه الآية؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فمعنى قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33]. قال الإمام الطبري: {فَانْفُذُوا} اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} فقال بعضهم: إن استطعتم أن تجوزوا أطراف السماوات والأرض فتعجزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا ذلك فإنكم لا تجوزونه إلا بسلطان من ربكم، قالوا: وإنما هذا قول يقال لهم يوم القيامة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا هاربين من الموت فإن الموت مدرككم ولا ينفعكم هربكم منه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا. وأما قوله: {إِلَّا بِسُلْطَانٍ} فإن أهل التأويل اختلفوا في معناه فقال بعضهم: معناه إلا ببينة. وقال آخرون: معناه: إلا بحجة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إلا بملك وليس لكم ملك.

وحاصل الكلام مما سبق:
1- اختلف أهل العلم في تفسير الآية: غير أن هذه الأقوال يحتملها معنى الآية ولا تناقض بينها بل يمكن الجمع بين تلك الأقوال وذلك لأن الآية قد تدل على أكثر من معنى يصح أن يفهم منها.

2- فمن قال إن المعنى هو تحدٍّ للثقلين بأن يخرجوا من جوانب السماوات والأرض إن استطاعوا هرباً من الموت وليسوا فاعلين لأن ذلك لا يكون إلا بحجة باهرة أو قوة قاهرة وليس للعباد ذلك فالمعنى صحيح وتحتمله الآية.

3- من قال: إن هذا القول {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} يقال لأهل النار لما يعذبوا فالمعنى يحتمله سياق الآية وليس بعيداً.

4- ومن قال: المراد {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ} الآية لو أردتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هرباً من الله لتعجزوه فلن تفعلوا إلا بملك وليس لكم ملك وقوة لتفعلوا ذلك فالمعنى صحيح ويحتمله السياق.

فأين يكون الجن عندما يصعدون إلى السماء، فالجواب:

1- أما أين يكون الجن عندما يصعدون إلى السماء فليعلم أن الجن كان لها مقاعد للسمع تستمع فيها أمر الله تعالى من الملائكة في السماء، وكانوا يرجمون بالشهب فلما بعث الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم زاد ذلك الرجم عليهم ولم يعد لهم في السماء مقاعد يستمعون منها ولكن فقط يتلصصون على السماء يسترقون من الأخبار ما يتردد عند الملائكة ما شاء الله أن يسمعوا ثم يهربون وقد يدركهم الشهاب قبل أن يتمكنوا من الهرب ولكنهم لا يقعدون في السماء بل حالهم حال اللص الذي سريعاً ما يهرب.

2- أما إن كان قصد السائل كيف كان جلوسهم عندما كانوا يقعدون قبل البعثة المحمدية فلا نعرف في هذا نقلاً نستند إليه ولا نعرف له مثيلاً نشبهه به وقبل ذلك لم نره وما نقول فيه إلا كما قال الشعبي عندما سأله رجل عن اسم امرأة إبليس، فقال: ذلك عرس ما شهدته.

3- وننصح السائل أن يوجه عنايته لتعلم ما يفيده وما له أثر عملي أو اعتقادي، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حكم من زعم أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً وأن الكل معذور بالجهل


حكم من زعم أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً وأن الكل معذور بالجهل

عبد الكريم بن عبد الله الخضير







السؤال:
"العذر بالجهل"، هناك من لا يراه، ويزعم أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً، وأن الكل معذور بالجهل.
الإجابة:
العذر بالجهل أمر مقرر في الشرع، وهو في حق من يتصور الجهل بالحكم الشرعي ممن عاش بعيداً عن المسلمين، أو من تأخر إسلامه، أما من عاش بين المسلمين فلا يعذر.
فإذا ارتكب المسلم محظوراً جهلاً عذر بجهله لقوله تعالى: "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" [الأنعام: 19].
وأهل الديانات الأخرى فهم كفار، لحديث: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" (1)، لأن جميع الأديان منسوخة بدين الإسلام.
ولو تصور أن شخصاً لم يبلغه شيء عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعيد فإن حكمه حينئذ حكم أهل الفترة وقد اختلف العلماء فيهم.

من وكل غيره أن يرمي عنه الجمرات

من وكل غيره أن يرمي عنه الجمرات

عبد العزيز بن باز




السؤال:
إنها امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات تقريباً، وذهبت إلى الحج في عام (1407هـ) علماً بأنها أول سنة تحج فيها، وتسأل إذ أني لم أرمِ الجمرات في هذا الحج أبداً؛ لأن زوجي قال لي: وكلي لي لأرمي عنك، فوكلته خوفاً من الزحام، هل عليّ شيء؟ أفيدوني مأجورين، جزاكم الله خيراً.
الإجابة:
ليس عليك شيء؛ لأن الزحام الشديد الذي يخشى منه الخطر على المرأة أو على الضعيف عذر في التوكيل، وإن اشتبه عليك الأمر وخفت أن يكون هناك تقصير فاذبحي ذبيحة عن ترك الرمي، تذبح في مكة كالضحية، يعني: رأس من الغنم، جذع ضأن، أو ثني ماعز -كالضحية- يذبح في مكة ، توكلين ثقة في مكة يذبحها عنك احتياطاً عن ترك الرمي. أما إن كانت زحمة شديدة ولم تستطيعي الرمي ووكلتيه فلا حرج عليك، والحمد لله. جزاكم الله خيراً.

هل للإنسان أن يعتمر عن صديقه مقابل أن يقرأ القرآن لوالده

هل للإنسان أن يعتمر عن صديقه مقابل أن يقرأ القرآن لوالده

الشيخ عبد العزيز بن باز

الشيخ عبد العزيز  بن باز


السؤال: لي صديق مؤمن في مصر، هل يجوز لي أن أؤدي عنه عمرة، بشرط أن يقرأ هو القرآن عدة مرات ويهب ثواب ذلك لوالدي؟
الإجابة:
إذا كان عاجزاً كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة والمريض الذي لا يرجى برؤه جاز لك أن تحج عنه، وأنت مأجور، لكن بدون هذا الشرط، بدون شرط أن يقرأ لك، بل تبرعاً منك، أو بمال يعطيك إياه لتحج عنه.
أما القراءة فهذا لا أصل له، القراءة للغير ليس لها أصل شرعي يعتمد، ولكن إذا كافأك بمال، اتفقت عليه أنت وإياه على أن يعطيك كذا وكذا وتحج عنه لأنه مريض مرضاً لا يرجى برؤه، أو لأنه كبير في السن عاجز، أو أعطاك إياه لتحج عن ميت فلا بأس.
السبت، 14 سبتمبر 2013

هل يجوز دفع ِرِشْوَة؛ لِجَلْب حق،ا ودفع ضرر

هل يجوز دفع ِرِشْوَة؛ لِجَلْب حق،ا ودفع ضرر....

السؤال:
نحن إخوة نستورد سِلَعًا مُوافِقَة للشَّرْع والقانون، وعندما تصل إلى البلد، وبعد دَفْع الحُقُوق الجُمرُكيَّة، يَطْلُب مدير الجَمَارك مَبْلغًا ماليًّا، فإنْ لم ندفعْ، نَتَعَرَّض إلى مُضايَقاتٍ، وإلى حَجْز السِّلَع، أو دفع ضريبة.

فهل يَجُوزُ أن ندفعَ المال؛ لاسْتِرْجاع السِّلَع، فإن كان الجوابُ هو الجوازَ، فهل نستمرُّ في هذا العمل، بحيث كلَّ مرَّة ندفع هذا المال.


الإجابة:
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:

فإن كان الحال كما تقول: أنكَ وإخوانكَ تقومون باستيراد سلع موافقة للشرع والقانون، وأن مسؤول الجمارك لا ينجز لكم أعمالكم إلا بعد أخذ رشوة –: فلا بأس بدفع ذلك المال إليه؛ لأخذ حقوقكم، ويكون الوزر على من أخذ ما لا يستحق؛ وقد سَبَقَ الجوابُ في فتوى: "الرشوة لِدَفْع ظلم، أو أخذ حقٍّ".

أمَّا الاستمرارُ في هذا العمل في ظِلِّ دفع الرِّشْوة المذكورة، فالظاهر: أنه لا شيء فيه، وإن كان الأَوْلَى البحث عن عمل آخر؛ لما في دفع تلك الأموال لأولئك المُرْتَشِين منَ الفساد؛ وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]،، والله أعلم.

هل القرض يُعتبر ربا أم لا؟

هل القرض يُعتبر ربا أم لا؟

الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ القرْضَ الذي أجازه الشَّرع، ورغَّب فيه - هو القرضُ الحسَن، الذي يسدِّدهُ المقتَرِض بغير زيادةٍ مشروطة على أصْل المال، أمَّا سداد الدَّين، مع دفْع زيادةٍ مشروطةٍ على أصْل القَرْض - فلا يَجوزُ، مهْما قلَّت تلك الزِّيادة، وكانت على أقساطٍ شهريَّة مُريحة؛ بل هو عَيْنُ الرِّبا المُحرَّم بالكتابِ والسُّنَّة، وإجْماع المسلمين الذين يُعتدُّ بقوْلِهم على أن: كلَّ قرْضٍ جرَّ نفعًا فهُو ربا، قلَّت الفائدة أو كثُرت؛ وقد روى البُخاريُّ، عن أبي بُردة قال: "أتيتُ المدينة فلقيتُ عبدالله بن سلام - رضي الله عنه – فقال: إنَّك بأرضٍ، الرِّبا بها فاشٍ، إذا كان لك على رجُلٍ حقٌّ، فأهدَى إليْكَ حِمْل تِبْن، أو حِمْل شعيرٍ، أو حِمْل قَتٍّ - فلا تأخُذْه؛ فإنَّه ربا".

قال ابن قدامة: "كلُّ قرضٍ شرطَ فيه أن يزيدَه - فهو حرام بغَيْر خلاف؛ قال ابنُ المُنذر: "أجْمعوا على: أنَّ المُسْلِف إذا شرطَ على المستلِف زيادةً أو هديَّة، فأسلفَ على ذلك - فهُو ربا، وقد رويَ عن أبيِّ بن كعْبٍ، وابْنِ عبَّاس، وابْنِ مسعودٍ: أنَّهم نَهَوا عن قرْضٍ جرَّ منفعة".

قال في "الشرح الصغير" للدرديري: "(والأُجرة): أي أجرة الكَيْل أوِ الوَزْن أو العدِّ، (عليْه): أي على البائع؛ إذ لا تَحصُل التوفية إلا به، بِخلاف القرْض، فعلى المقترِض أُجْرة ما ذُكِرَ؛ لأنَّ المُقْرِض صنع معروفًا، فلا يُكلَّف الأُجْرة، وكذا على المقتَرِض في ردِّ القرض والأُجْرَة بِلا شُبْهة".اهـ.

وقد اتفق عُلماء العصر على أنَّ: "الفائدة على أنواع القروض كلِّها ربًا مُحرَّم، لا فرْقَ في ذلك بين ما يسمَّى بالقرض الاستهلاكي، وما يسمَّى بالقرْض الإنتاجي"، كما ورد في المؤتَمر الثَّاني لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.

وقد ذكر السائل الكريم: أنَّ هذه السُّلفة الماليَّة تقترِنُ بِها فوائدُ زائدة عن أصل الدين، وهذا ربا؛ لأنَّه قرض جرَّ نفعًا، وهو محرَّم باتِّفاق العُلماء.

وعليه؛ فكلُّ زيادةٍ مشروطة في القَرْض، أو مستفادة بسببِه - من الرِّبا الُمحرَّم في الإسلام.

وقد بيَّنَّا ذلك في عدَّة فتاوى - نرجو الاطِّلاع عليها - وهي: "الاقتراض من البنك بسعر تفضيلي"، "حكم الاقتراض من البنك لبناء بيت"، "هل القروض الربوية حلال في هذه الظروف؟".

وبيَّنَّا فيها: أنَّ الضَّرورة التي تُبيح الرِّبا هي ما يَخاف صاحبُها الهلاكَ؛ كما نصَّ على ذلك أهل العِلْم.

ولكن إن كان المبلغُ الزائد مبلغًا مقطوعًا، وما هو إلا مصروفاتٌ إداريَّة، ولا ارتباطَ له بالقرض - فيجوز في تلك الحال الاقتراض.

ولْتَعْلَمْ - حفِظَكَ الله ورَعَاكَ - أنَّ رزْقكَ مقسومٌ، ولن يفوتَكَ منه شيءٌ، ولن يُدْرِكَكَ أجلُك قبل أن تستَوْفِي ما كُتِبَ لك منه.

ومِنْ أهمِّ أسبابِ الرِّزق: طاعةُ الله تعالى، واجتنابُ ما نَهى عنه؛ فلا يُطْلَب الرزقُ بِمعصية الله، بل إنَّ العبد ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنب يُصيبُه؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم – وقد وعدَ الله مَن تَحرَّى الحلال، وبَحَث عنه - بالفَرَجِ العاجل؛ فقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].

فعليْكَ بتقْوى الله تعالى والإكْثار مِن الاستِغْفار؛ فإنَّه سببٌ لِحصولِ الفَرَج، ولا يَحْملنَّك استبطاءُ الرِّزق على الوقوع في كبيرةٍ، لم يتوعَّد اللهُ بالحربِ على معصيةٍ سواها؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278-279].

ولتحذَرْ أن تفتح على نفسك باب شَرٍّ بمعاملة رِبوية؛ قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 276-279].

ولتعلمْ: أنَّ مَنْ تَرَكَ شيئًا لِلَّه، عوَّضه الله خيرًا منه؛ {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4]، ونسألُ اللهَ: أن يَجعَلَ لكَ مَخرجًا وفرجًا قريبًا، وأن يَرْزُقَك من حيثُ لا تَحتَسبُ،، والله أعلم.